لقد تعلمنا من واقع بيئتنا النظيفة أن لا ننطق إلا بالحقائق الملموسة وهذا المنطوق هو الذى رسخ أقدامنا فى عالم الفضيلة وأصبح من يهجونا يتلمس الحفر ليصعد منها وطالما الحفر لا تجدى فالهوايات تتصاعد فى البيئات المتدنية ومن هنا يستنتج اللبيب أن هذا الصنف من البشر يظل ينعق حتى يمله الصدى وينطبق حينها عليه المثل العامي: من راقب الناس مات هما ولولا أدبنا فى النقاش والمحاورة لكشفنا عورة من يسيء إلينا جزءا جزءا ولعريناه لأن سبيلنا إليه لا وعورة فيه ولأن الله عز وجل وهبنا بلاغة القول حيث اننا لا نحيد عن أوامره ونواهييه إن شاء الله لكنا ننهج فى هذا منهج السلف الوسطي ونور القرآن الحكيم فى التوعية الإنسانية ولذا حق لنا التوضيح للعامة أن بلدنا أولا اختصه الله ليكون فى قلب العالم اجمع ومهبط الوحي ومنبع النور الالهى وزيادة على هذا الفضل بأن وهبنا الله حكومة رشيدة وولاة أمر عاهدوا الله على السمع والطاعة فمكنهم فى الأرض لينشروا دينه كما أمر جل جلاله فهم بإذن الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وهنا انتهى الرشد فى هذه القيم.
لقد تبجح من يكيد لهذه الدولة الإسلامية الكبرى المملكة العربية السعودية بألوان من الافتراءات والكذب المنظم ليشوهوا صورتها لدى العالم اجمع لكن يأبى الله عز وجل إلا أن يكشفهم ويفضحهم لأن حبائلهم قصيرة من جهة ولأن القلم الإلهى قد أحصاهم وعدهم عدا والاهم من هذا أن الحقائق لا يستطيع اى كائن من كان أن يخفيها طويلا وهذا ما برز على لسان احد الزائرين لدولتنا الحبيبة لجميع أطرافها وقال فى ختام وداعه هنيئا لكم إن بلادكم جميلة علاوة على روحانيتها وهو يقصد بذلك المكتسبات التى جنتها السعودية فى ظروف عصيبة وأوقات محدودة وأردف قائلا أيضا ومن هنا جاءتكم الأقلام المأجورة والنفوس الضعيفة لتبيع شرفها وعرضها بأثمان رخيصة لكن هيهات فالسحاب يظل على الهامات وان هبطت منه الأمطار ونحن بدورنا نرد العرفان الجميل بأجمل منه وهذا ليس ببعيد عنا فنحن ننهل من انهار قيمنا المتشابهة.
لم يكتف أنصار الشبهات بإحداث الضجة المتناثرة هنا وهناك زورا وعدوانا بل راحوا يدمجون العرق والمذهب ظنا منهم أن هذين التيارين يستطيعان أن يحققا لهم ولمن وراءهم المقتل لدولة ساعدت الفقير قبل الغنى وهنا قال المنصف قولة الحق من لسان الفضيلة أن منهج التطبيق لجميع أمور الدولة ما ظهر منها وما بطن من صلب الكتاب والسنة المطهرة وان ولي الأمر فينا هو حامى وحارس ومنفذ هذا الإرث الشريف الذى رفعه ورفعنا معه إلى عليين إن شاء الله وأصبح من غرابة القول الحديث أن لا قضية جنائية فى المملكة العربية السعودية قد سجلت أو ستسجل ضد مجهول ولا يوجد أيضا بفضله ومنته أن قد اتهم بريء ونفذ بحقه الحكم أليس هذا فضلا كبيرا من الله ونعمة عظيمة استحق منعمها الشكر والثناء عليها عمليا إن ما نقوله هنا أيها السادة هو من نوافل القول ومن لم يلمسه واستمع لتلك الشواذ فالمستقبل كشافه أبلج وسيظهر الحق ولو بعد حين وهو للتوضيح وطلب التأكد ممن لا يزالون يجرون وراء ذاك السراب.
نعم إن السيل الجارف من تلك المزاعم التى شرعت علينا أقلاما مأجورة وأفواها قذرة هي مردودة بالكامل على أصحابها لكن لا يمنع هذا أن ندافعها شرعا لتلتزم حدودها وتعرف حجمها الهابط، وأنصح اخوانى المتحاورين مع أمثال هؤلاء بألا يكون حوارهم على قنوات فضائية تمولهم أو تقف وراءهم وقد وقع فى هذا الخبث احد الاخوان فعندما أراد التوضيح فى نقاش الوهابية كما يزعمون وعندما أراد أن يبين الوجهة الحقيقية لهذا التيار الفكري وانه يتبع المذهب الوسطى الذى جاء به القرآن وهذا هو السبب الذى جعل الدولة السعودية حماها الله تناصره قطعوا الإرسال عليه وحولوا الحوار لمن على شاكلتهم وطلب آخر أتمناه ممن لايجد فى نفسه قوة الحوار ألا يجادل مثل هؤلاء السفهاء الذين يقلبون الحق باطلا والباطل حقا وان يدع الميدان لمن هو قادر على مبارزتهم بالحجة والبرهان لأن المشاهد أيا كانت ثقافته لا يقتنع إلا بالحجة والبرهان.
المدينة المنورة : ص.ب 2949
منقول